سرد القصص في العلامات التجارية وأثناء مراحل البيع من الأمور الفعالة جدًا والتي تأتي بنتائج مُبهرة بصراحة وبدون مبالغة، وبالرغم من ذلك فهناك الكثير من الأشخاص يجهلون هذه النقطة مع أنها واحدة من أهم مبادئ الكوبي رايتنج ولها دور كبير في الإقناع.
دعنا نتحدث بصراحة، حاليًا الناس سئموا من فكرة التحدث لبيع أشياء لهم بشكل مباشر، بل إن هذا الأمر لا يأتي بأي نتيجة حاليًا، الناس حاليًا يرغبون في بناء علاقات حقيقية مع العلامات التجارية ووضع اتصال حقيقي بينهم وبين علامتك التجارية، إذا كيف سيحدث هذا الأمر؟ 🤔
ببساطة شديدة هذه العلاقة تتم عن طريق رواية قصة حقيقية تتعلق بعلامتك التجارية، وبالتأكيد يُفضل وضع الطابع الإنساني في القصة، كما أنه من أهم مبادئ الكوبي رايتينج أنه يتم استخدام القصة بشكل به نوع من الإقناع بمعنى أنك تروي القصة الخاصة بعلامتك التجارية وبداخل القصة تقوم بذكر مشاكل العميل وحلولها وكيف قمت أنت بحلها، صدقني هذا الأمر يدفع العميل على الثقة بك ويتيقن بأنك أنت الشخص المناسب بالنسبة له.
أهمية القصة لعلامتك التجارية:
مسألة رواية القصة ليست بالأمر السهل فالموضوع لا يقتصر على إنشاء محتوى وفقط بل لا بُد أن تكون مقنع، وللإشارة بحسب إحصائية تم إجراؤها في عام 2019 فإن ما يزيد عن 52% من المسوقين يقومون بسرد القصص أثناء تسويق العلامات التجارية.
وصدقني كما أشرت، يُعد إخبار قصة عن علامتك التجارية أمر بالغ الأهمية للتسويق حتى أن موقع Origin and Hill Holiday يُشير في أحد دراساته أن الناس ينفقون المزيد من المال على الغرف والفنادق عندما تقترن المنتجات أو العروض الترويجية بقصة حقيقية مؤثرة.
جدير بالذكر أيضًا أن هُناك دراسة أجريت عام 2014 من طرف العالم بول زاك والتي أشارت أن القصة عندما تم استخدامها مع الناس جعلتهم يتبرعون بنسبة 56% أكثر من الأموال للمؤسسات الخيرية، وهذا ببساطة يُوضح مدى أهمية القصة في التسويق، وحتى لا نُطيل لا أريد أن نتكلم في هذه النقطة كثيرًا.
المفاتيح الرئيسية لرواية قصة رائعة:
رواية القصة كما أشرت ليست عبارة عن نصوص تذكرها وفقط بل لا بُد أن تُحرك المشاعر من خلالها وتجعلها مؤثرة، وهذا مقترن بعدة مفاتيح لو تم مراعاتها في القصة ستكون جيدة، وهذا ما نناقشه فيما يلي:
1. الهدف الرئيسي من القصة
إذا كُنت ترغب في سرد قصة جيدة فلا بُد أن ترويها بما يُناسب الهدف النهائي الخاص بك، فبالتأكيد رواية قصة بغرض البيع يختلف بشكل كبير عن طريقة رواية نفس القصة بهدف إنشاء علاقة بين العميل وبين العلامة التجارية الخاصة بك.
الفكرة تكمن في طريقة الإلقاء والكلام الذي يتم وضعه داخل القصة، فعلى سبيل المثال لو كان الهدف النهائي من القصة هو أنك ترغب في بيع كورس مثلًا …..
فهنا من الذكاء أن تكون القصة مشتملة على ما مررت به من عراقيل بحيث تكون هي نفس العراقيل التي يعاني منها الجمهور المستهدف حاليًا وتُشير في نهاية القصة بأنك حللت الأمر بالطريقة هذه وتعرضها وهي عبارة عما تبيعه في الكورس من معلومات.
وهكذا أنت تبني علاقة جيدة بينك وبين العميل وفي نفس الوقت تقنعه بأن يشتري منك لأنك تلعب على منطقة العاطفة الخاصة به.
2. عرف نفسك
من الضروري في وسط القصة الخاصة بك أن تُعرف عن نفسك خاصة لو كنت تُقدم القصة لجمهور بارد لا يعرفك، فهنا من الذكاء أن تعرف بنفسك لأنه بهذه الطريقة أنت تبني علاقة معهم وفي نفس الوقت تُزيد من الوعي بعلامتك التُجارية.
وأقصد هنا بأن تعرف بنفسك يعني أن تذكر ما تقدمه وما هي علامتك التجارية، فالأمر لا يُقصد به عمرك وجنسك وهذه المعلومات، بل تُعرف نفسك بالطريقة التي يرغب العميل في معرفتها.
3. اجعل الأمر شخصي
إضافة الطابع الشخصي في القصة شيء حتمي لا بُد من وجودة وشخصيًا لم أر حتى يومنا هذا قصة لم يتم إضافة الطابع الشخصي بها، فكرة وضع الطابع الشخصي في القصة يجعلها مثيرة للاهتمام وتُثير العاطفة لدى العميل وبذلك أنت تلعب على العقل اللاواعي لديه وهذا ما نرغب في الوصول له بكل تأكيد.
باختصار شديد إذا لم يكن هناك مكان لشخص ما في قصتك، فلا داعي للانتباه إليها، وهذا يُمكن أن تُطبقه على نفسك، لو تحدثت معك عن قصة شيء جماد لا يوجد به قصة شخص مر بتجربة معينة وعلى النقيض الآخر لو قصصت عليك نفس الموضوع، ولكن أضفت شخصية في القصة مرت بتجارب ومشاكل وتم حلها، أيهما سيكون أكثر تأثيرًا؟ منطقيًا القصة التي بها طابع شخصي وهذا الأمر لا يختلف عليه اثنين.
4. اجعلها بسيطة وجذابة
مع الأسف أحيانًا تجد شخص يضع قصة لغرض تسويقي وعندما تقرأ القصة تجد أنها مُملة وطويلة وبها تفاصيل غير مفيدة بالنسبة للجمهور المستخدم كما أنه تقرأ أول فقرة منها ولا ترغب في قراءة الباقي، وهذا خطأ شائع للأسف.
من الضروري جدًا أن تُراعي تسلسل الأحداث في القصة وأن تكون جذابة بشكل كبير وتبعث الشخص على الفضول لمعرفة باقي القصة، أما أن تجعل القصة غير متناسقة فبالتأكيد ستكون مُملة وبدلًا من أن تنفعك تسويقيًا سيكون لها أضرار، إذًا لن أقول سوى أن تجعل القصة بسيطة وجذابة.
5. اجعلها عاطفية
إذا لم يكن للعاطفة مكان في قصتك فتأكد أنها ستكون بلا جدوى لأنه أساسًا الغرض من القصة هو إضافة لمسة عاطفية للشخص للوصول لعقله اللاواعي لإقناعه بشيء معين وبالتالي إذا كانت القصة عابرة لا عاطفة فيها فأكيد لن تنفعك في شيء، بل ربما تضرك.
وتذكر أن الغرض من القصة في الأساس هو تحفيز العاطفة للتأثير على الأشخاص، وصدقني إذا تمكنت من إثارة المشاعر وجذب انتباه الجمهور المستهدف في الفقرة الأولى من القصة الخاصة بك أو في الثواني القليلة الأولى من الفيديو فستجعلهم يُكملون معك للنهاية بحكم الفضول.
6. اعرف جمهورك وتناسب معه
إذا لم تنتبه لهذه النقطة ستقع في مأزق كبير، من الضروري أن تُلائم قصتك بناءًا على جمهورك المستهدف بحيث تجعلها مُوجهة لهم، شخصيًا قرأت قصص لعلامات تجارية بالفعل القصة تجعلك مهتم جدًا لكن في نفس الوقت لو قرأها شخص آخر لا يعرف شيء عن المجال أو غير مهتم لا يتأثر نهائيًا.
وهذا يُعتبر أيضًا من أنواع الفلترة لأن القصة لا تجذب انتباه إلا الشخص المهتم، وأحيانًا تكون القصة قصيرة وبسيطة لكن من خلال تفاصيل بسيطة جدًا يتم تحويرها لجعلها مناسبة جدًا للشخص المستهدف مما يعمل على إقناعه بشكل سريع لأنه في الأصل مهتم كما أشرنا.
7. اجعلها أصلية
لا أُريد أن أجزم بأن هذه النقطة لا بُد منها بنسبة 100% لأنه في هذه الحالة سنظلم من لديه عمل تجاري جديد ولا يوجد لديه أي قصة، لكن مثل هذه الحالة فأنصح بالاستعانة بقصص الناجحين بدلًا من اختلاق قصة.
طبعًا أفضل شيء أنه عندما تشارك قصة علامتك التجارية فيجب أن تكون هذه القصة بالفعل حدثت وليست شيء من محض الخيال، الفكرة أن تكون صادق وشفاف مع جمهورك لأنه كما أشرت في البداية فالقصة هدفها بناء علاقة مع الجمهور وبالتالي لا بُد أن تكون القصة صادقة حتى تكون العلاقة صادقة حتى يثق الناس بك في النهاية.
عبدالله شاكر
2021/11/08 at 7:02 م
معلومات قيمة شكرا لك استاذ هاني