من الأمور المُسَلك والمُتفق عليها هي أن أصحاب الشركات والعلامات التجارية أو حتى المستقلين أو الأشخاص العاديين يُريدون بيع منتجاتهم ويسعون دائماً للحصول على عُملاء مُحتملين لشراء مُنتجاتهم من خلال حملات تسويقية كبيرة.
ولكن في بعض الأحيان قد يرغب أحد هؤلاء الأشخاص في كتابة مقال مُعين يتحدث فيه عن أحد منتجاته أو حتى قد يرغب في كتابة وصف بسيط على المنتج من أجل أن يقوم العميل بشراء هذا المنتج لأن المحتوى يُعتبر من أفضل طرق التسويق بشكل عام، وإذا كُنت لا تُصدق ذلك فأنصحك بقراءة مقال “هل التدوين مضيعه للوقت؟ أم أنه فعلاً مفيد للبزنس؟”

ولكن المُشكلة هي أن الكثير من الأشخاص لا يعرفون كيفية كتابة مقالة يستهدف فيها أن يقوم العميل بالشراء والحقيقة أن هذا الأمر قد يكون مُعقد نوعاً ما وذلك لأن الكثير من الأشخاص قد لا يثق في الكلام المكتوب بالإضافة إلى أن بعض الأشخاص لا يستطيعون كتابة حتى مقال يجذب القارئ.
لكن لا تقلق ففي هذا المقال سنتطرق بشكل تفصيلي حول كيفية كتابة مقال رائع يجذب العملاء أو الجمهور لقراءته وفي نفس الوقت يُحفز بعض العملاء على إتمام عملية الشراء.
أولاً: احرص على جاذبية العنوان والمُقدمة
من أساسيات أي مقال “العنوان” سواءً كنت تتحدث في أي مجال أو ما هو الهدف من أي مقال فالعنوان له دور رئيسي كبير جداً لأنه هو أول شيء تقع عليه أعين القارئ وبالتالي لا بٌد وأن تكون الخطوة الأولى التي يجب أن تعمل عليها في كتاباتك هي إنشاء عنوان جذاب لجذب انتباه الجمهور.
لذلك فإنه يجب عليك قبل كل شيء وقبل معرفة الأشياء التي يجب عليك ذكرها في كتاباتك لحث العميل على الشراء أن تعصف ذهنك وتقوم بابتكار عنوان جذاب مرتبط بالموضوع بشكل كبير وسبق وشرحنا بالتفصيل كيفية كتابة عنوان جذاب في مقال “كيف تكتب عنوان مقاله يجلب الكثير من الضغطات؟”

بعد الانتهاء من العنوان تنتقل إلى الجزء الثاني الذي يليه في الأهمية ألا وهو “المقدمة” فالمقدمة لا بُد وأن تكون موجزة ومُختصرة ويجب أن تُراعي جميع التفاصيل المذكورة في المقال بطريقة شيقة وموجزة.
فتخيل معي أنك قمت باختيار عنوان جذاب وبعد ذلك قمت بكتابة مُقدمة طويلة جداً وتحتوي على الكثير من الأشياء غير الضرورية والتي لا تَمُت للعنوان بأي صلة، بالتأكيد سينصرف العميل مُباشرةً ولن يُكمل قراءة المقال، لذلك المقدمة المثالية هي التي تكون مُوجزة وتحتوي على تفاصيل المقال ولكن معروضة بشكل غامض، وذلك لكي تزيد فضول القارئ فيُكمل قراءة المقال.
ثانياً: ابدأ في توضيح التفاصيل التي قد يرغب العميل في معرفتها مباشرةً
بعد الانتهاء من الخطوة الأولى والتي نسميها بعامل الجذب، يجب أن تنتقل الآن للبدء في الأشياء التي تحث العميل على شراء منتجك، فإذا كنت تريد كتابة مقال معين عن منتج خاص بك فيجب أن تقوم بتوضيح جميع التفاصيل الخاصة بالمنتج صغيرها وكبيرها.

وللإشارة فإن مُعظم العملاء يُفضلون قراءة جميع تفاصيل المنتج قبل شراؤه وبالتالي إذا قمت بتوفير هذا الأمر في كتاباتك فإنك بذلك تزيد فرصة أو احتمالية أن يقوم العميل بشراء المنتج، فمثلاً حاول ذكر جميع التفاصيل سواءً الصغيرة مثل وزن وأبعاد المنتج واللون وغير ذلك أو التفاصيل الكبيرة مثل خامات المنتج الخاص بك، وهل اعتمدت على شركات أخرى في صناعة مُنتجك أم لا، وهل المنتج سيتم شحنه من خارج البلاد أم هو موجود بالسوق المحلية، وهل هناك ضمان استرجاع أم لا؟ وإذا كان موجوداً فما هي المدة القصوى لاسترجاع المنتج؟
لا تستهين بكل هذه الأسئلة فهي الأشياء التي يبحث عنها أي عميل قبل أن يقوم بشراء أي مُنتج وبالتالي إذا قمت بتوضيح هذه الأمور في المقال الخاص بك من خلال بنود مُنظمة فإنك بذلك تُزيد احتمالية إتمام عملية الشراء بشكل كبير جداً.
ثالثاً: حاول توضيح الفوائد التي سيجنيها العميل من مُنتجك
الخطوة الثالثة وهي لا تقل أهمية عن الخطوات السابقة أن تقوم بتوضيح الفوائد والمنافع التي سيجنيها الشخص إذا قام بشراء المنتج أو الخدمة الخاصة بك، وهناك نقطة هامة يجب أن تضعها في اعتباراتك ألا وهي أن تعرف الفرق بين المنفعة التي تعود على العميل والميزة!
فعلى سبيل المثال أنت شخص لديك شركة لبيع السيارات وقررت أن تقوم بكتابة مقال تهدف فيه أن تحث عُملائك على الشراء، فيجب أن تعلم ما هو الفرق بين المنفعة والميزة حيث أنك إذا قمت بكتابة أن “السيارة الخاصة بك لديها سقف مُعزز” فهذا عرض لمميزات سيارتك أما إذا قمت بكتابة أن “هذه السيارة ستحافظ على أمان عائلتك لأن لديها سقف صلب ومعزز”

فهذا ما نُسميه بالفائدة أو المنفعة العائدة على العميل، وتأثير الجملتين مُختلف تماماً على العميل لذلك يجب عليك دائماً أن تحرص على ذكر الفوائد والمنافع الخاصة بالعميل بدلاً من أن تستمر في سرد مُميزات المنتج الخاص بك، لأن جميع المنافسين يتحدثون عن هذه المميزات والفرق هو في طريقة العرض.
رابعاً: حاول أن تجعل قائمة المُميزات بسيطة
هذه الخطوة مرتبطة ومكملة بشكل أساسي بالخطوة السابقة ويجب أن تهتم بها أيضاً في كتابة المقال، لأنك إذا قمت بذكر قائمة طويلة من المُميزات فلن يعود عليك هذا الأمر بالنفع أبداً، وذلك لسببين: أول سبب هو أن القارئ لن يهتم إلا بأول أربع أو ثلاث مميزات من القائمة المذكورة أو بالأحرى لن يتذكر إلا النقاط الثلاث الأولى.

السبب الثاني هو أن ذلك قد يضعك في موضع عدم المصداقية بالنسبة لبعض العملاء حيث أن معظم العملاء لن يُصدق هذا الكم الكبير جداً من المُميزات وبالتالي فإن الأفضل بكل تأكيد أن تذكر بعض المُميزات الأساسية وتحاول تحويل بعض المُميزات إلى فوائد كما أشرنا.
خامساً: حاول تضمين فيديوهات لشهادة العملاء في مقالك
كما أن تنظيم المقال شيء مُهم جداً لجذب العميل، فإن أيضاً إضافة صور أو فيديوهات لشهادات مجموعة من العملاء أمر في غاية الأهمية؛ مهما قمت بكتابة الكثير من المقالات أو الكتابات الخاصة بمنتجاتك فلن تستطيع إقناع فئة كبيرة جداً من العملاء مُقارنةً من أن يشهد بعض العملاء للمنتج الخاص بك بالجودة والاحترافية.
الكثير من المسوقين دائماً يفضلون الاعتماد على شهادات الجمهور في الحملات التسويقية وبالفعل هذه الحملات تحقق نجاحات ساحقة، إذن ما المشكلة عندما تقوم بكتابة مقال تهدف فيه حث العميل على الشراء أن تقوم بإضافة فيديو قصير لشهادات العملاء بعد ذكر مميزات المنتج الخاص بك؟

إذا لم تستطع إنشاء فيديو فيمكنك ببساطة عرض بعض الصور المُجمعة من منصات التواصل الاجتماعي أو من المتجر الخاص بك والتي تحتوي على تعليقات إيجابية، فصدقني سيساعدك هذا الأمر بشكل كبير جداً على حث طائفة كبيرة من العُملاء لإتمام عملية الشراء وهذا بالفعل ما يفعله أفضل المسوقين.
سادساً: حاول أن تكون مُوجزاً وصادقاً
هذه الخُطوة مُهمة أيضاً وهي أنه يجب عليك أن تتبع نهج الإيجاز في المقالات التي تهدف فيها إلى أن يقوم العميل بإتمام عملية الشراء وذلك لأن الشخص الذي يرغب في شراء منتج معين لن يستمر في قراءة أمور لا تخص المنتج فهُناك فرق شاسع بين المقالات التي تُقدم فائدة وبين المقالات التي تحث على الشراء.
لذلك احرص دائماً على ألا تتطرق لأمور خارجية عن مُنتجاتك كما يجب عليك أيضاً أن تكون صادقاً في جميع الكلمات التي تكتبها وجميع المميزات التي تعرضها وذلك لأن القارئ إذا قام بشراء المنتج ولم يجد المنتج كما هو موضح في كتاباتك فلن يقوم بالشراء منك مرةً أخرى كما أن الأمر يمكن أن يزاد سوءاً إذا قامت مجموعة كبيرة من العملاء بشراء منتجك.

ففي هذه الحالة ستجد الكثير من التعليقات السلبية المنهمرة على مقالك وبالتالي لن يثق أي قارئ آخر بمقالك أو منتجك مهما كانت جودة مقالك أو جودة كلماتك، لذلك يجب عليك الاهتمام بهذه النقطة والحرص على الصدق في جميع كتاباتك.
سابعاً: استخدم أحد الكلمات المُشجعة في مقالك
من أشهر التقنيات التي تُساهم بشكل كبير جداً في إقناع العملاء على اتخاذ قرار الشراء هي استخدام أحد الكلمات المُحفزة مثل كلمة “حصرياً” أو “عرض محدود” والكلمات المُشابهة ويُفضل أن تُقدم بونص للعميل فهذا يُعتبر من أساسيات التسويق لأنه إذا كُنت تبيع مُنتج مُعين فبالتأكيد هُناك غيرك يبيع نفس المنتج، إذن ما الفرق بينك وبينه؟
الفكرة هي أن تُقدم شيء إضافي للعميل يحثه على شراء المنتج منك أنت وليس من أي شخص آخر ومن الضروري أن يكون الشيء الإضافي مُتعلق بالمنتج فمثلاً إذا كُنت تبيع مُكملات غذائية فيُمكنك تقديم بعض خُطط وفيديوهات التمارين كبونص إضافي للعميل وهكذا، صدقني هذه تُعتبر من أشهر استراتيجيات جذب العملاء.

هذه هي أهم الأمور التي يُمكن من خلالها كتابة مقال جيد واحترافي لحث العملاء على إتمام عملية الشراء، جدير بالذكر أيضاً أنه يجب عليك بعد الاهتمام بالأمور التي ذكرناها في المقال أن تهتم بقواعد السيو في المقال الخاص بك وذلك لكي يظهر المقال الخاص بك في محركات البحث بشكل أكبر مما يعود عليك بعمليات شراء أكثر.
ويتم ذلك عن طريق عناوين رئيسية وفرعية جذابة والكتابة باللغة العربية الفصحى ومراعاة علامات التنصيص وغير ذلك من الأمور التي ستساعد على ظهور مقالك في محركات البحث إذا قام أحد الأشخاص بالبحث عن المنتج أو الخدمة التي تقوم بالكتابة عنها.
ومن الأمور المُهمة أيضاً هي الكتابة على أُسس الكوبي رايتينج والذي يُعتبر أحد أهم الأساليب المُستخدمة في علم التسويق لجذب العملاء وتحقيق أكبر قدر من المبيعات وسبق وتدقنا عنه في مقال “لماذا يجب أن يهتم أي مُسوق بتعلم الكوبي رايتينج – Copy writing؟“ كما أن هُناك كورس كامل لاحتراف هذا علم الكوبي رايتينج على موقع هاني حسين، وأخيراً إذا كان لديك أي تساؤل أو استفسار فلا تتردد بطرحه في تعليق وسنجيبك إن شاء الله.
سامر خليل
2020/11/19 at 3:44 م
السلام عليكم
شكرا اخ هاني على هذه المعلومات المفيدة في كتابة المقالة فعلا كنت بحاجة كبيرة لمثل هذه المعلومات بارك الله فيك.